السبت، 11 نوفمبر 2017

كل ما تريد معرفته من الزكام comon cold و (زكام الاطفال) وكيفيه التعامل معه بإحترافيه

الزُّكام أو الرَّشح أو نَزْلَة البَرد(بالإنجليزية: Common cold) :
                                 

 هوَ مَرض فيروسي مُعدٍ يُصيب السبيل التنفسي العُلوي، ويؤثر بشكلٍ خاص على الأنف، كما يؤثر على الحلق وَالحُنجرة وَالجيوب المُجاوِرة للأنف. تبدأ علامات وأعراض المَرض بالظُّهور بعدَ أقل من يومين من التَّعرُّض للمرض، وتشمل هذه الأعراض السعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف والعطاس والصّداع والحمّى. عادةً ما يتعافى المُصابون من المَرض في خلال سبعة إلى عشرة أيام من المَرض، ولكن بَعض الأعراض قد تستمر حتى ثلاثة أسابيع، وفي الحالات التي يُعاني أصحابُها من مشاكل صحية أُخرى، قد يتطور المَرض إلى التهاب رئوي.

الفيروس المسبب لمرض الزكام :

هُناك أكثر من 200 سلالة من الفيروسات تؤدي إلى حدوث نزلات البرد، ويُعتبر الفيروس الأنفي أكثرها شيوعًا. تنتشر هذه الفيروسات من خلال الهواء أثناء الاتصال المُباشر مع الأشخاص المُصابين بالمرض، كما أنها تنتقل بشكلٍ غير مباشر من خلال الاتصال مع الأجسام في البيئة نتيجةً لانتقال الفيروس لها من الفم أو الأنف. تتضمن عوامل احتمال التعرض للمرض عدة أُمور مِثل الذهاب إلى مراكز الرعاية النهارية وعدم النوم بشكلٍ جيد والإجهاد النفسي. عادةً ما تكون الأعراض ناجمة عن الاستجابة المناعية للجسم ضد العدوى ثُم قد تحدث الأعراض نتيجةً لحدوث ضرر في الأنسجة من قبل الفيروسات. غالبًا ما يُظهر الأشخاص المصابين بالإنفلونزا أعراض مماثلة للمصابين بالزُّكام، ولكن الأعراض قد تكون أكثر حدة في الإنفلونزا، كما أنَّ الإنفلونزا تسبب سيلان في الأنف.


لا يُوجد لُقاح للزُّكام، ولكن يُعتبر غسل اليدين وعدم لمس العينين أو الأنف أو الفم بالأيدي غير المغسولة من طرق الوقاية الأساسية، كما أنهُ يجب البقاء بعيداً عن المرضى الآخرين، كما أنَّ بعض الأدلة أظهرت أنَّ استخدام أقنعة الوجه مُفيد في مثل هذه الحالات. لا يُوجد علاج حالي للزكام، ولكن يتم علاج أعراض المرض. تُساعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية مِثل الإيبوبروفين على تخفيف الألم، كما أنه يجب عدم استخدام المضادات الحيوية، وأظهرت الأدلة أنَّ أدوية السعال ليس لها أي فائدة في علاج الزُّكام.


يُعتبر الزُّكام أكثر الأمراض المُعدية شيوعًا بين البَشر، حيثُ يُصاب البالغ بالزُّكام بمعدل مرتين إلى أربعة في السنة، أما الطفل فيُصاب بمعدل ست إلى سبع مرات في السنة ينتشر الزُّكام بشكل أكبر في فصل الشتاء، ويُعتبر الزُّكام من الأمراض التي أصابت وما زالت تُصيب البَشر على مرّ التاريخ.

طرق الانتقال لفيروس الزكام 

تَتنقل فيروسات الزُّكام عادةً عبرَ الأدوات المُعدية أو الهباء الجوي أو الاتصال المُباشر مع الإفرازات الأنفية للشّخص المُصاب. كُل من طُرق الانتقال هذه ذات أهمية أساسية ولكن لم يتم تحديد مدى هذه الأهمية لكلٍ منها، ولكِن تُعتبر طريقة الانتقال من خلال الاتصال المُباشر (يد بيد أو يد لسطح ليد) أكثر أهمية من الانتقال عبرَ الهباء الجوي. تستطيع فيروسات الزُّكام البقاء على قيد الحياة لفتراتٍ طويلة في البيئات المُختفلة (فالفيروس الأنفيّ -على سبيل المِثال- يستطيع البقاء أكثر من 18 ساعة)، وبالتالي يُمكن التقاط العدوى عبر اليد ثُم نقلها إلى العين أو الأنف. يَشيع انتقال فيروسات الزُّكام في مراكز الرعاية النهارية وَفي المدارس؛ ويرجع السبب في ذلك إلى تقارب العديد من الأطفال ذوي المناعة القليلة إضافةً إلى نقص النظافة في كثيرٍ من الأحيان، كما يُمكن أن تنتقل العدوى بعد ذلك إلى باقي أفراد الأٌسرة، كما تزداد احتمالية انتقال العدوى لدى الأشخاص الذين يُفضلون الجُلوس على مقربة من الآخرين. لا يُوجد حتى الآن دليل قاطع على أنَّ الهواء المُعاد تدويره أثناء الطيران التجاري يُساعد على انتقال العدوى.


إنَّ الزُّكام الناجم عن الفيروس الأنفيّ يكون مُعديًا في الثلاثة أيام الأولى من الأعراض، وغالبًا ما يُصبح أقل عدوى بعد ذلك.

الطقس

حَسب النَظرية التَقليدية فإنَّ الزُّكام يَحدث عن طريق التَعرض لفتراتٍ طويلة للطقس البارد مِثل الظروف الماطِرة والشتوية، ومن هُنا اكتسب الزُّكام تسميته بالبَرد. بَعض الفيروسات التي تُسبِّب الزُّكام ذات انتشار موسِمي، حيثُ تنتشر بشكلٍ أكبر في الطقس البارد أو الرَّطِب، وَلم يُحَدَّد سبب هذا الانتشار الموسمي بدقّة حتى الآن، ومن التَفسيرات الممكنة لَه هوَ حُدوت تغيرات في الجهاز التنفسي نتيجةً لدرجات الحرارة الباردة، أو حُدوث نقص في الاستجابة المناعية، كما أنَّ الرطوبة المُنخفضة قد تؤدي إلى زيادة مُعدلات الانتقال الفيروسي نتيجةً لأنَّ الهواء الجاف يسمح بانتشار الرذاذ الفيروسي الصَغير، ويُساعد على بقاءه لفتراتٍ طويلة في الهواء.


قد تَحدث موسمية الانتشار نتيحةً لعوامل اجتماعية مِثل قضاء الأشخاص لفتراتٍ طويلة في الداخل بالقُرب من الأشخاص المُصابين، ويحدث هذا الأمر خاصةً لدى الأطفال في المدارس. هُناك بعض الجَدل حولَ دور انخفاض درجة الحرارة في زيادة احتمال حدوث الزُّكام، ولكن مُعظم البحوث والأدلة تُشير إلى أن انخفاض درجة الحرارة تؤدي إلى زيادة قابلية الإصابة بالمرض. ظهرت دراسات عديدة تؤكد صلة الوصل بين التعرّض للبرودة والإصابة بالزكام، إذ أنه عند تعرّض الجسم للطقس البارد لفترات طويلة يحدث وهن في الجهاز المناعي للجسم، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بالزكام. كما أن هناك بعض الأبحاث التي تدرس صلة الوصل بين نقص الفيتامين د وضعف مناعة الجسم؛ إذ أن الفيتامين المذكور يصنّع في الجسم عند التعرّض لأشعة الشمس، والتي تحجب غالباً في الشتاء، مما يجعل الإصابة بعوز الفيتامين د أكثر احتمالية، مما يرفع بالتالي احتمالية الارتباط بين الإصابة بالأمراض في الشتاء من بينها الزكام ونقص الفيتامين بسبب عدم التعرّض الكافي لأشعّة الشمس
.
 الوقايه: 
 
تُعتبر الطُّرق الجسدية (مِثل غسل اليدين واستعمال أقنعة الوَجه) أكثر الطرق فائدةً في الحد من انتشار فيروسات الزُّكام، أما في مراكز الرِّعايَة الصِّحِّيَّة فيتم استعمال القَفَّازات والملابس المُلائمة التي يُمكن التخلص مِنها عندَ التعامل مع مرضى الزُّكام،  أما بالنسبة للحجر الصحي فلا يتم استعماله مع مرضى الزُّكام؛ كَون المرض واسع الانتشار وأعراضه غير مَحصورة، وأيضاً من الصعب استعمال التطعيم ضِد مرض الزُكام كون هُناك عدد كبير من الفيروسات المُسببة للزكام، كما أنَّ هذه الفيروسات تتطور بسرعة، وبالتالي فإنَّه من غير المُحتمل إنتاج لقاح فَعال بشكلٍ واسع ضد مرض الزُّكام، وذلك على العكس من الإنفلونزا (النزلة الوافدة).

تُعتبر عادة غسل اليدين بانتظام من الطرق المُهمة للحد من انتقال فيروسات الزُّكام خاصةً بين الأطفال، كما أنَّ فائدة إضافة مضادات الفيروسات أو المضادات البكتيرية أثناء غسل اليدين لا تزال غير معروفة يُفضل استعمال قناع الوَجه أثناء التعامل مع المُصابين بالزُّكام، وعلى الرغم من ذلك فإنهُ لا توجد أدلة واضحة على أنَّ الإبقاء على وجود مساحة شخصية يُساعد في الحد من انتقال المرض.

يساعد استعمال مُكملات الزنك في التقليل من احتمال حُدوث الزُّكام، كما أنَّ مُكملات فيتامين ث تُساعد على التقليل من مُدة الزُّكام، ولكنها لا تقلل من خطر حدوثه أو شدته. كذلك الأمر ينطبق على المستحضرات المتممة غذائياً والحاوية على بروبيوتيك (متعضّيات مجهرية نافعة)؛ إذ قد تعمل على التقليل من احتمالية الإصابة والتقليل من مدّتها.وَجَدَت إحدى التجارب أنَّ الغرغرة بالماء تُساعد في التخفيف من المرض.

العلاج المنزلي والعلاج الدوائي: 

العلاجات المنزلية

يمكن للمريض أن يعالج الزّكام عن طريق العلاجات المنزلية، ويشمل ذلك أخذ قسطٍ وفيرٍ من الراحة، إلى جانب شرب الكثير من السوائل، كذلك يمكن أن يقوم الأشخاص الذين يعانون ألماً في الحلق بالغرغرة بالماء المالح.


العلاجات الدّوائية

عند إصابة الأطفال الأكبر سناً والبالغين بالزّكام؛ يمكن تناول الأدوية الشائعة التي يمكن شراؤها دون وصفة طبية كبخاخات الحلق، والأدوية التّي تكون على شكل حلوى لعلاج وتطهير الحلق (بالإنجليزية: Throat Lozenges)، وأدوية السّعال، مع العلم أن هذه الأدوية هي فقط لتخفيف الأعراض وليس لها تأثير على تقليل مدة الإصابة بالزّكام أو منع الإصابة به، أمّا لعلاج احتقان الأنف؛ فيمكن استخدام دواء سودوإيفدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine)، كما ويمكن استخدام مضادات الهيستامين للتّخفيف من الأعراض التي تصيب الأنف، كما ويمكن استخدام بخاخات الأنف الملحية (بالإنجليزية: Saline Nasal Sprays) لنفس الغرض، ولتخفيض درجة الحرارة، والتخفيف من آلام الجسم، والصداع وآلام الحلق، فيمكن أن يستخدم المريض دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أو دواء إيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).


علاج الأطفال والرضّع
                                    
أما عن علاج الأطفال الرّضع والأطفال الصغار، فيكون علاج الزكام عند هذه الفئة العمرية بالعلاج الدّاعم (بالإنجليزية: supportive treatment)، ومن المهم أن يأخذوا قسطاً وفيراً من الرّاحة، وأن يتمّ تشجيعهم على أخذ السّوائل لمنع حدوث الجفاف، بالإضافة لاستخدام قطرات الأنف، وشفط المخاط من الأنف لتنظيف الممرات الأنفية عند الرّضع، ويمكن إعطاء هذه الفئة العمرية كذلك دواء الأسيتامينوفين والآيبوبروفين لخفض الحرارة وتخفيف الألم، مع التنويه على إعطاء هذه الفئة العمرية الجرعة التي تتناسب مع عمرها ووزنها، ولا يجب إعطاء الصغار الأسبيرين (بالإنجليزية: aspirin) أو الأدوية التي تحتوي عليه؛ لأنها قد تتسبب في حدوث متلازمة نادرة الحدوث تسمى متلازمة راي (بالإنجليزية: Reye's syndrome)، كما لا يُنصح بإعطاء الصغار الذين تقل أعمارهم عن الأربع سنوات الأدوية المضادة للسّعال بسبب الأعراض الجانبية التي يمكن أن تنتج عن هذه الأدوية والتي يمكن أن تهدّد حياة الطفل.


العلاجات البديلة

هناك بعض الأدوية البديلة التي تستخدم لعلاج أو منع الإصابة بالزّكام، مثل: فيتامين ج (بالإنجليزية: vitamin c)، والزنك، والقنفذية (بالإنجليزية: Echinacea)، والعلاجات العشبية الأخرى؛ إلّا أنّ بعض الدراسات قد أثبتت نتائج مختلطة لفاعلية هذه العلاجات، لذا؛ يفضل استشارة الطبيب في خيارات العلاج المتاحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق